حين يكتب الطالب عن أستاذه..
صفحة 1 من اصل 1
حين يكتب الطالب عن أستاذه..
تحية وفاء لا رثاء:
أتذكر سنوات مضت، أمضاها أستاذنا الكريم هلال الأمير ونورها المتقد.. فوق هذه الأرض المشتعلة دوماً بالخطوب والأحداث الجسام، أكاديميون كثر في بلادنا وفي قسنطينة بخاصة، يعيشون حياتهم دون أن ينظروا إلى ما حولهم بالقدر والاهتمام اللذين نظر بهما أستاذنا هلال رحمه الله ، الذي لم يدع لحظة من حياته تمر دون أن يسجل عبرها موقفاً أو يعيد قراءة فكرة أو حادثة.
عرفته أيام ما كنت طالبا في أميرنا *جامعة العلوم الإسلامية قسنطينة* و مما تبقى في الذاكرة بعض أحاديثه عن موضوعات التفسير التحليلي ومنهجه المتجدد في التعامل مع مضامين الوحي الإلهي القرآني .
لعل من يقف في رحاب الشيخ قارئاً ومنقباً بدقة،يندهش كيف استطاع هذا الأستاذ الموسوعي أن يجد من الوقت ما يكفي لتوسيع حقل إنتاجه العلمي والفكري إلى موضوعات التنمية البشرية وذلك باعتماد آليات ووسائل مبتكرة وندوات ودورات فكرية مبدعة في التعامل مع نفسية الإنسان الباحث عن تطوير مداركه بمرجعية الوحي الإلهي واستقراء التاريخ الإسلامي الرشد، وقد تزداد دهشتنا أكثر فأكثر عندما نعلم أن للدكتور خزاري رحمه الله إسهامات كبيرة في إحياء ملتقيات الشيخ محمد الغزالي للتجديد والإصلاح بالجامعة الإسلامية خاصة انه كان من أنشط أساتذة اللجنة العلمية للملتقى منذ سنوات قليلة.
يضاف إلى ما سبق أن الرجل كان له جاذبية آسرة وقد كان رائعا سواء في طريقة إلقائه، أو في طريقة إرساله للمعلومة
كان يحمل بذور الفكر الغزالي الذي يقوم على تصدير الخير للناس وتصحيح المفاهيم .
لقد رحل الدكتور خزاري ولم يرحل، فقد ترك لنا نموذجاً رائعاً للمفكر والباحث والمبدع ، نموذجاً يقل نظيره في الحياة الراهنة، ينفتح على الحياة ويحترم الوقت إلى درجة توهّم من لا يعرفه حق المعرفة بأنه عاش راهباً منعزلاً في الصحراء، لا يفرط في دقيقة واحدة من وقته خارج نطاق نشاطه العلمي، في حين أنه لم يكن هناك شيء يغيّر في برنامجه الذي يجمع بين العام والخاص ولا حتى المرض نفسه، ذلك الأخطبوط الشرس الذي انتصر على جسده ولم ينتصر على آثاره، أو على روحه وإيمانه، بالمستقبل المضيء لأمته.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى